جامع الشيخ زايد الكبير فى أبوظبي.
صنع برقة وبحب كبير
يعجز الكلام عن وصف روعته! تتجمد الكلمات أمام جماله!
هذه الروعة الحقيقية تكون بداية القصة وتكون نهايتها!
ليس في العالم بأكمله أجمل وأروع من هذا المسجد الذي قد يتجسد بكلمات ثلاث: نبالة و ذوق وترف خفي خجول يزيد من روعة هذا الصرح.
شُيّد هذا المسجد على شرف "والد الأمة" ومؤسسها وأول رئيس للإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد ابن سلطان النهيان، الذي يرقد في هذا المسجد.
في هذا الصرح تنعكس عظمة الخالق، ويتجسد الضوء والحب.
عظمة الخالق، ضوء وحب وفسحة سماء واسعة وتيارات هائلة من الوعي تعكس العديد من الكلمات النبيلة عندما تحاول أن تدرك ما الذي يطال صميم مشاعرك وأحاسيسك في هذا المكان المقدس.
وانا في الطريق لاح لي المسجد في لحظة مفاجئة وبدا وكأنه نصب من يخرج من اللا شيء كما السراب.
ولكن كلما اقتربت منه كلما تبينت معالم هذا الصرح الجميل المنتصب بمآذنه البيضاء المرتفعة وقببه.
عندها تدرك أنك اقتربت بالفعل خاصة عندما ترى انعكاس صورة المسجد على سطح مياه بركة صغيرة تفصلك عنه.
تبدأ بصعود السلم الرخامي المحاط بشجر النخيل درجة درجة لتصل إلى الشرفة العليا حيث تقف للحظات بالقرب من حوض تزيد من جماله نوافير تتصاعد في الهواء تاركة رذاذا من المياه الباردة على الوجه. الرخام الابيض يبهر الأعين بانعكاس الشمس على سطحه الأملس... كلها لحظات تدفعك إلى التمايل بناظريك للتمتع بجمالية الزخرفات الاسلامية المنسجمة مع روحانية وروعة المكان.
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
تتفاجأ عندما تعلم ان هذا الصرح الايماني العظيم قد تم تشييده منذ فترة قصيرة من الزمن ومع ذالك تشعر انة كان هناك منذ الازل.
هذه الفسحة من القداسة لا مجال فيها لأي ضغط روحي ولكن فيها كم هائل من الوضوح والنزاهة والنقاء، في هذا المسجد تتملكك رغبة التنفس صعودا بأعين تنظر إلى السماء.
مسجد الشيخ زايد هو المسجد الوحيد في الإمارات الذي يستقبل زوارا من غير المسلمين، ولكن لزيارته لا بد أن تتناسب أزياء النساء والرجال مع تقاليد الشريعة الإسلامية. فبالنسبة للنساء اللواتي تعتبر ألبستهن غير ملائمة لدخول المسجد يمكن لهن ايجار اللباس المناسب عند مدخل المسجد.
عند زيارتي للمسجد حملت معي اللباس العربي التقليدي وهو عبارة عن عباءة سوداء طويلة وحجاب أضعه على الرأس.
كان شعوري كما في منزل صغير يحسسك بالأمان والراحة والامل. شعور غريب يقوى مع تحريك نسمات الهواء للقماش الخفيف ليلقي ببرودة على أعضاء الجسم. العباءة مريحة جدا خاصة أيام الحر القوي.
وراء النوافير مباشرة كما معرض خصص لأعمدة جميلة مرصعة بالأحجار الملونة. أمام هذه اللوحة البيضاء تبرز النساء بلباسهن الأسود الطويل يمشين نحو الداخل بخطوات هادئة. في هذه اللحظة، تنسى تماما أنك تعيش في القرن الواحد والعشرين.
ها هن الفتيات يتمشين على طول الأعمدة طويلات القامة، مرهفات كما من ألف سنة مضت.
هذه الاستمرارية في تعاقب الأجيال تترك في النفس انطباعا جميلا ولطيفا.
أسمح لنفسي لفترة أن أتمثل بهن لألتف بالثوب الأسود الخفيف المصنوع من الحرير، لأعكس حالة من الفخر والغموض في آن.
ها أنا أتبع خطواتهن تاركة لأنفي امكانية الاستمتاع بروائع العطور الشرقية التي تتمتزج بين المسك والعنبروغيرها، وفجأة تلفني موجة دافئة من عطر الياسمين وبعض العطور المكثفة التي قد تبدو في مكان آخر قوية التأثير، إلا أنها في حرارة الصحراء تكشف عن عطرها الجميل بشكل آخر.
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
أتمعن بتفاصيل الباحة الداخلية، أرض من الرخام الأبيض مرصع ومطعم بأشكال نباتية من الحجارة، هي حجارة ثمينة زخرفت ونحتت على شكل نباتات متسلقة على الجدران وعلى الأعمدة، ومن حول هذه الروعة يمتد الزجاج الملون ولوحات رائعة من الفسيفساء.
امام المدخل الرئيسي، خلعت نعلي، حسب ما تنص عليه الشريعة الإسلامية، فالدخول إلى المسجد كما الدخول إلى المنزل حافيا ونظيفا.
تدخل هذا الصرح بطهارة بعد مرورك بمكان مخصص للوضوء قبل وطء أرض المسجد.
ها أنا في الداخل بين جدران هذا المسجد العظيم وأبرز ما في هذه اللحظة قوة الضوء التي تشع، غير أن ما يلفت انتباهي بشكل خاص كريستال شفاف مزخرف بلون أزرق كما لون السماء.
حافية القدمين أمشي على البساط العجمي المزخرف، وللعلم، هذا البساط سُجّل في موسوعة غينس للأرقام القياسية على أنه أكبر بساط عجمي في العالم.
في هذا المكان السحري شيء آخر يثير الدهشة والاعجاب ألا وهو أكبر وأثمن ثريا في العالم وهي تزين القاعة الرئيسية في المسجد.
صنعت هذه الثريا من المواد الفخمة الثمينة التي صممت لتعكس أشكالا بصرية، فمن حيث أقف يمكن رؤية انعكاس كما الألماس منخلال آلاف الشعلات التي تتموج بهدوء وروية.
على جدار القبلة العالي كتابات بالأحرف العربية مخطوطة بزخرفة عالية الحرفية و الروعة وهي عبارة عن أسماء الله التسعة والتسعين. هذا العمل الفني الرائع هو من صنع الفنان محمد مندي التميمي.
في هذة اللحظة و على مقربة من مكاني أرى رجالا يفرشون سجادة الصلاة استعدادا لقيامهم بواجبهم الديني.
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
تمشيت لوقت طويل بين جدران هذا المكان الرائع وفي ذهني أردد عبارة واحدة تقول: كل ما في هذا المكان صنع برقة وبحب كبير! لا بد أن الخالق سوف يكافئ من بنى هذة التحفة.
أخرج من هذا المكان الرائع كما في القصص، والمساء يتقدم على معالم المدينة، قريبا ستعيش الشواع الطقوس الاسلامية اليومية عندما تشتعل الأضواء في الشوارع وتطلق المدافع ويرتدي مسجد الشيخ زايد الكبير حلة من ألوان قوس القزح ولكني سأشاهد هذه الروعة مرة أخرى في أبو ظبي لأن الوقت حان للعودة إلى المنزل في دبي.
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
بعض الأرقام والحقائق
يتسع مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي إلى 40 ألف مصل، اما القاعة الرئيسية للصلاة فتتسع لسبعة آلاف مصل، وبالقرب منها تقع غرفتان تتسع كل منهما لحوالي ألف و خمسائة مصل، وإحداهما حخصصت للنساء فقط.
في مسجد الشيخ زايد سبع ثريات من النحاس تم احضارها من ألمانيا، وأكبر ثريا يبلغ قطرها 10 أمتار وارتفاعها 15 مترا.
أما بالنسبة للقباب فيصل عددها في هذا المسجد إلى 82 قبة. يبلغ وزن القبة الرئيسية ألف طن لتعد أكبر قبة مسجد في العالم.
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com
- © فيكتوريا لازاريفا, feelingthelife.com